سَنَثْأَرُ يَا سُورِيَا عَنْ قَرِيبْ
سَتَبْنِي فَخَارًا بِشَعْبٍ نَجِيبْ
إِذاَ اِشْتَدَّ يَوْمًا عَلَيْكِ الْأَسَى
فَلِلْعُسْرِ يُسْرٌ يُزِيلُ الْكُرُوبْ
إِلَى الشَّامِ يَهْفُو بِشَوْقٍ فُؤَادِي
أَرَى النَّصْرَ تَرْنُو إلْيِهِ الْقُلُوبْ
سَتُشْرِقُ فِي شَامِ شَمْسٌ بِنَصْرٍ
فَلِلنَّصْرِ آنٌ ، وَلا لَنْ يَغِيبْ
يَعِيثُ الطُّغَاةُ بِقَتْلٍ وَنَارٍ ...
وَفِي الْعَالَمِ الْيَوْمَ صَمْتٌ عَجِيبْ !
يُقَتَّلُ أَطْفَالُ شَامِ الْحَبيبْ
وَهَلْ نَسِيَ الْكَوْنُ حَمْزَةَ الْخَطِيبْ ؟!
عَلَى الْخَدِّ سَالَتْ دُمُوعُ الْحَيَارَى
وآهَاتُهُمْ لِلْوَلِيدِ تُشِيبْ
وَهَدْمُ الْبُيُوتِ عَلَى سَاكِنِيهَا
أَمَا مِنْ مُغِيثٍ ،، أَمَا مِنْ مُجِيبْ ؟!
تُرَاقُ الدِّمَاءُ وَمَا مِنْ مُبَالٍ
وَتَشْتَدُّ فِي الشَّامِ سُودُ الْخُطُوبْ
لَقَدْ بَاتَ جَفْنٌ بِلَيْلٍ سَكِينْ
فَأَيْقَظَهُ صَوْتُ شَيْخٍ أُصِيبْ
وَأَيْقَظَهُ عِرْضُ عَذْرَاءَ صَاحَتْ
وَلَيْسَ بِمُعْتَصِمٍ لِلنَّحِيبْ
وَفِي أُذْنِ أهْلِ الْمُرُوءَةِ تَصْرُخُ
ثَكْلَى تُنَادِي بِدَمْعٍ سَكِيبْ
لَقَدْ عَظُمَ الْأَلَمُ الْيَوْمَ فِينَا
وَمِنْ أهْلِ دِينِي تَلَاشَى الطَّبِيبْ
فَأَيْنَ سُيُوفُ الْبَرَاء وَالْمُثَنَّى
تَشُقُّ صُفُوفَ اللَّعِينِ الْكَئِيبْ
فَيَا أَهْلَ بَانْيَاسُ صَبْرٌ جَمِيلٌ
وَيَا أَهْلَ دَرْعَا وَحِمْصُ الْحَبِيبْ
لَإِنْ ضَاقَ خَطْبٌ فَعُقْبَاهُ خَيْرٌ
وَنَصْرٌ وَفَخْرٌ وَفَتْحٌ قَرِيبْ
وَيَا ظَالِمَ الشَّامِ لَا لَنْ يَدُومْ
لَكَ الْمُلْكُ مَهْمَا الْحَيَاةُ تَطِيبْ
سَيَنْشَقُّ فَجْرٌ بِنَصْرٍ قَرِيبْ
وَتَخْزَى مَعَ الْهَالِكِينَ تَغِيبْ
كَظَالِمَ مِصْرٍ بِسِجْنٍ مُسَجَّى
وَطَاغُوتُ تُونُسَ شَاءَ الْهُرُوبْ
وَفِي لِيبْيَا عِبْرَةٌ لِلطُّغَاةِ
وَحَتْمًا سَيَأْتِيكَ يَوْمٌ عَصِيبْ
تَشْكِيلُ أَبِي عَبْدِ الْبَرِّ مُحَمَّدٍ كَاوَا