موقع خاص بالتربية والتعليم - المغرب
السَّـلَامُ عَلَيْـكُمْ زائِرُنَا الْكَــرِيمُ ، يُشَرِّفُـنَا
أَنْ تَقُومَ بِالتَّسْجِيلِ لِلْمُشَارِكَةِ فِي الْمُنْتَدَى
موقع خاص بالتربية والتعليم - المغرب
السَّـلَامُ عَلَيْـكُمْ زائِرُنَا الْكَــرِيمُ ، يُشَرِّفُـنَا
أَنْ تَقُومَ بِالتَّسْجِيلِ لِلْمُشَارِكَةِ فِي الْمُنْتَدَى
موقع خاص بالتربية والتعليم - المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع خاص بالتربية والتعليم - المغرب

دَعْوَةٌ إِلَى الْإِصْلاَحِ وَمُرَاجَعَةِ التُّرَاثِ مِنْ أَجْلِ تَصْحِيحِهِ .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جهالة الراوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
صاحب المنتدى
صاحب المنتدى
Admin



جهالة الراوي Empty
مُساهمةموضوع: جهالة الراوي   جهالة الراوي Emptyالسبت 26 يناير 2013 - 17:07

قال الشيخ عبد الله السعد :الجهالة في الأصل علّة يردُّ بها الخبر ، ولكن أحياناً يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوّي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين .

قال أبو عبد الله الذهبي في "الميزان" (1/211) في ترجمة أصقع بن أسلع عن سمرة بن جندب: ما علمت روى عند سوى سويد بن حجير الباهلي ، وثقه مع هذا يحيى بن معين ، فما كل من لا يعرف ليس بحجة لكن هذا الأصل .اهـ

وقد خرج الشيخان لجمع من الرواة فيهم جهالة .

قال الذهبي في "الميزان" (3/426) في ترجمة مالك بن الخير : مصري محله ، الصدق ، يروي عن أبي قبيل .... روى عنه حيوة بن شريح -وهو من طبقته- وابن وهب وزيد بن الحباب ورشدين .

وقال ابن القطان : هو ممن لم تثبت عدالته . يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة ، وفي رواة "الصحيحين" عدد كثير ما علمنا أن أحداً نص على توثيقهم ، والجمهور على أنه من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح ا.هـ

وقال أيضاً في "الميزان "(1/556) في ترجمة حفص بن بغيل- بعد أن ذكر قول ابن القطان الفاسي فيه : لا يعرف له حال - قال : لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا ، فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته ، وهذا شيء كثير ، ففي "الصحيحين" من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد ، ولا هم بمجاهيل .اهـ

وقال في "الموقظة" صـ79 : (فصل من أخرج لـه الشيخان على قسمين:

أحدهما : ما احتجا به في الأصول

وثانيهما : من خرجا له متابعة وشهادة واعتبار.

فمن احتجا به أو أحدهما ولم يوثق ولا غمز : فهو ثقة حديثه قوي).اهـ

قلت : وقد صحح أبوعيسى الترمذي أحاديث في أسانيدها من هو ليس بالمشهور كأبي الأبرد مولى بني خطمة ، فقد خرج له في "جامعه" 324 حديثاً عن أسيد بن ظهير رفعه "الصلاة في مسجد قباء كعمرة " وقال : حسن صحيح ([1]) ، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا .

ومن الأمثلة على ما ذكره ابو عبد الله الذهبي فيمن خرّج له البخاري أو مسلم وهو ليس بالمشهور :

1- أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف الأنصاري الأوسي ، خرج له الشيخان والنسائي .

روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف . ولم يذكر له شيخا سواه فيما وقفت عليه .

وعنه مالك بن أنس وعبد الله بن المبارك وسفيان الثوري وأنس بن عياض .

ذكر البخاري في الكنى صـ13 وسكت عليه ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/343) والذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب" : مقبول وذكره ابن حبان في الثقات 7/655.

قلت : وهو مقل فيما يظهر .أخرج الشيخان –البخاري 549 ومسلم 633-والنسائي كلهم من طريق ابن المبارك عنه عن أبي أمامة قال : صلينا مع عمربن عبد العزيز الظهر ، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك ، فوجدناه يصلي العصر ، فقلت : ياعم ماهذه الصلاة التي صليت قال : العصر ، وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كنا نصلي معه .

وأخرج له البخاري (914) حديثاً آخر من طريق ابن المبارك عنه عن أبي أمامة عن معاوية في الترديد مع المؤذن ورفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه النسائي 2/24 من طريق مجمع بن يحيى الأنصاري عن أبي أمامة به .

قال أبو الحجاج المزي : (وهذا جميع ما له عندهم ).اهـ

قلت وأخرج الشيخان له لأمور :

1- استقامة حديثه ، فكلا الحديثين لهما شواهد ، والثاني قد توبع عليه .

2- رواية كبار أهل العلم عنه ، وعلى رأسهم مالك ، والله تعالى اعلم .

2- معن بن محمد بن معن بن نضلة الغفاري ، روى عن سعيد المقبري عند البخاري والترمذي والنسائي .

وحنظلة بن علي عند ابن ماجة وعنه ابن جريج وابنه محمد بن معن وعمر بن علي المقدمي وعبد الله بن عبد الله الأموي .

ترجمه البخاري في "الكبير" (7/390) وقال : يعد في أهل الحجاز وذكر له حديثا وسكت عنه وسكت عنه أيضاً ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/277) والذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب" : (مقبول) .

وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/490) وهو مقل كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

خرج له البخاري في "صحيحه" (39) فقال : ثنا عبد السلام بن مطهر ثنا عمر بن علي عن معن بن محمد الغفاري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من ا لدلجة ".

قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/94) عن هذا الحديث : وهو من أفراد معن بن محمد ، وهو مدني ثقة ، قليل الحديث ، لكن تابعة على شقه الثاني ابن أبي ذئب عن سعيد ، أخرجه المصنف في كتاب الرقاق بمعناه ولفظه " سددوا وقاربوا "وزاد في آخره "والقصد القصد تبلغوا "ولم يذكر شقه الأول وقد أشرنا إلى بعض شواهده ومنها .....اهـ

قلت : وتوثيق ابن حجر له في "الفتح" مع توقفه في التقريب لأن حديثه مستقيم وله شواهد ولرواية بعض كبار أهل العلم عنه ، فلهذا وغيره احتج به البخاري .

3- القاسم بن عاصم التميمي ويقال الكليني ويقال الليثي البصري

روى عن رافع بن خديج وزهدم بن مضرب وسعيد بن المسيب وعطاء الخراساني .

روى عنه أيوب وحميد الطويل وخالد الحذاء .

ذكره البخاري في "الكبير" (7/160) وسكت عنه ، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/115) وقال: ويقال: عثمان بن عاصم ...وسكت عنه.

والذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب" مقبول ويظهر أنه مقل .

أخرج له البخاري حديثا من طريق أيوب عنه عن زهدم الجرمي عن أبي موسى وقد أخرجه في مواضع متعددة من صحيح (ينظر رقم 3133 وفيه ذكر مواضع الحديث) في بعضها قرن مع القاسم أبو قلابة الجرمي وبعضها أفرد القاسم وحده وفي بعضها عن أبي قلابة وحده (ينظر "اطراف المزي" 6/411).

وأخرجه مسلم (1649) من نفس الطريق .

4- بكر بن عمرو المعافري المصري ، امام جامعها ، روى عن جمع وعنه جمع، منهم يزيد بن أبي حبيب وحيوة بن شريح وعبد الله بن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب .

خرج له الشيخان والترمذي و النسائي وابن ماجه في "التفسير" ذكره البخاري في "الكبير" (2/91) وسكت عنه ، وذكره ابن أبي حاتم (2/390) ونقل عن أحمد قوله عندما سئل عنه فقال : يروى له وقال أبو حاتم : شيخ . اهـ

وقال الدارقطني في "سؤالات" الحاكم رقم (288) : ينظر في أمره وفي رواية السملي ([2]) عنه : يعتبر به .وقال ابن القطان الفاسي : لا نعلم عدالته وذكره ابن حبان في الثقات .

قلت : والذي يظهر أن اشتهاره بالعبادة أكثر من غيره فقد قال ابن يونس : كانت له عبادة وفضل . ولهذا قال الذهبي في "الكاشف" : عابد قدوة وفي "الميزان" : كان ذا فضل وتعبّد محلُّه الصدق ، واحتج به الشيخان ، مات شاباً ما أحسبه تكهل([3]) وقال ابن حجر في "التقريب" :صدوق عابد .وقال في "مقدمة الفتح": له في البخاري حديثا واحداً في التفسير عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر ...وهو متتابعة وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى. وأما مسلم فيظهر أنه أخرج له حديثا واحداً (ينظر "رجال مسلم "لابن منجويه 1/91) وصحح له الترمذي (2344) وابن حبان (730) والحاكم (4/318) حديث : " لو توكلت على الله حق توكله " .

5- جعفر بن أبي ثور السوائي أبو ثور الكوفي ، روى عن جده جابر بن سمرة وعنه اشعث بن ابي الشعثاء وسماك بن حرب وعثمان بن عبد الله بن موهب ومحمد بن قيس الأسدي .

خرج له مسلم حديثان الأول : الوضوء من لحوم الإبل أخرجه من طريقه عن جابر بن سمرة ، والثاني ايضاً عن جابر وهو " أن النبي صلى الله عليه وسلمكان يأمرنا بصيام عاشوراء ويحثنا عليه .."

قال ابن المديني - في رواية ابنه عبد الله وابن البراء – : مجهول . ينظر الكبرى للبيهقي 1/159 وتهذيب التهذيب وقال أبو عيسى الترمذي : مشهور .

ذكره البخاري في "الكبير" (2/187) وابن أبي حاتم (2/475) وسكت عليه وسكت عليه الذهبي في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب" : مقبول .

وذكره ابن حبان في "الثقات" .

وقال أبو عيسى الترمذي : هو رجل مشهور وهو من ولد جابر بن سمرة روى عنه سماك وعثمان بن عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء اهـ من العلل الكبير 1/154 .

قال ابن خزيمة في صحيحه 1/21: وهؤلاء الثلاثة من أجلّة رواة الحديث اهـ .

قال البيهقي : ومن روى عنه مثل هؤلاء الثلاثة خرج أن يكون مجهولاً ، ولهذا أودعه مسلم في كتابه "الصحيح" وقد روى سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت أنبأني من سمع جابر بن سمرة يقول : كنا نمضمض من ألبان الإبل ولا نمضمض من ألبان الغنم وكنا نتوضأ من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم .اهـ. من السنن الكبرى 1/159 وقوله : خرج أن يكون مجهولا يعني : جهالة العين فيما يظهر .

قلت : وتخريج مسلم لـه لإستقامة حديثه ، قال أبو بكر بن خزيمة في "صحيحه" 1/

عن حديثه من الوضوء من لحوم الإبل: ولم نر خلاف بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل .....اهـ .

6- جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي روى عن أبيه وعدي بن حاتم وهو جده لأمه وعنه حجاج بن أرطاة والربيع والفضل أبناء سعد الجعفي ومساور الوراق والمسيب بن شريك ومعن بن عبد الرحمن المسعودي .

خرج له مسلم وأبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه كلهم من طريق مساور الوراق عنه عن أبيه عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خطب الناس وعليه عمامة سوداء ".

ولعله ليس له في الستة إلا هذا الحديث ذكره.

البخاري في "الكبير" (2/193) وسكت عنه ، ومثله ابن أبي حاتم (2/484) وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن حجر في "التقريب" : مقبول . وأما الذهبي فقال في "الكاشف" : ثقة .

قلت : ويظهر أن الذهبي وثقه لإستقامة حديثه ولتخريج مسلم له وحديثه صحيح .

7- أسامة بن حفص المدني روى عن عبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة وهشام بن عروة ويحيى ين سعيد الأنصاري وعنه إبراهيم بن حمزة الزبيدي وابن زبالة ومحمد بن عبيد الله المديني ويحيى ابن أبي قتيلة .

ذكره البخاري في "الكبير" (2/23) وقال : عن هشام بن عروة سمع منه محمد بن عبيد الله .ا هـ ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ([4]) .

وقال اللالكائي : مجهول روى له البخاري ([5]) حديثا ([6]) واحداً بمتابعة أبي خالد الأحمر والطفاوي كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أناساً يأتونا باللحم ....وقد تابعه على رفعه جماعة وهو في "الموطأ" موقوف .ا هـ ينظر "تهذيب الكمال" و"تهذيبه" . وقال الأزدي : ضعيف . وقال الذهبي في "الميزان" : صدوق ، ضعفه أبو الفتح الأزدي بلا حجة . وقال اللالكائي : مجهول .قلت : روى عنه أربعة .ا هـ

وسكت عليه في "الكاشف" وقال ابن حجر في "التقريب" : صدوق .

وقال في الفتح (9/634) : هو شيخ لم يزد البخاري في "التاريخ" في تعريفه على ما في هذا الإسناد وذكر غيره أنه روى عنه أيضاً يحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة ولم يحتج البخاري بأسامة هذا ، لأنه قد أخرج هذا الحديث من رواية الطفاوي وغيره ..."اهـ

قلت : وقد ذكر الاختلاف الذي وقع في الحديث في وصله وإرساله.

وهؤلاء الرواة الذين تقدم ذكرهم وغيرهم : بعضهم ليس بالمشهور الشهرة التامة , وبعضهم دون ذلك , وهذه الأمثلة تدل على احتياط البخاري ومسلم فيمن خرجا له , وصحة كتابيهما , وأنهما بدون شك في الدرجة العليا من الصحة , وذلك لأنهما عندما خرجا لمن ليس بالمشهور انتقيا ما كان مستقيما من حديثه , وأخرجا ما توبعوا عليه في الغالب , وبعض هؤلاء الرواة روى عنه بعض كبار الأئمة , وهذا يعد قرينة على قوة حديثهم , والله تعالى أعلم .

فصل

في ذكر بعض من خرج لهم مسلم وفيهم جهالة

1- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله مولى الزهريين , قال الذهبي في "الميزان" (3/622) : فيه جهالة , خرج له مسلم عن أبي سلمة , تفرد عنه يحيى بن أبي كثير ا.هـ .

وقال ابن حجر في "التقريب" : مجهول .

وفي "تهذيب الكمال" : روى عن عباد بن أوس وأبي سلمة بن عبد الرحمن ... يقال إنه ابن ثوبان ا.هـ ([7])

2- عبد الله بن محمد بن معن , روى عن أم هشام , وثق , وفيه جهالة واحتج به مسلم , ما روى عنه سوى خبيب بن عبد الرحمن , فروى عنه عن بنت حارثة بن النعمان قالت : ما حفزت سورة "ق" إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بها يوم الجمعة .

قلت : قد توبع في مسلم ( ينظر "الصحيح" 872 ، 873 ) .

3- جعفر بن أبي ثور , روى عن جده من قبل أمه جابر بن سمرة , وله عند مسلم حديثين , قال عنه ابن المديني : مجهول . وقال الترمذي : مشهور . وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال : جعفر بن أبي ثور وهو أبو ثور بن عكرمة , فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان مجهولان ,وقال أبو أحمد الحاكم : هو من مشايخ الكوفيين الذين اشتهرت روايتهم عن جابر . وسكت عنه الذهبي في "الكاشف" وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" : وصحح حديثه في لحوم الإبل مسلم وابن خزيمة وابن حبان وأبو عبد الله بن منده والبيهقي وغير واحد ا.هـ

4- جعفر بن عمرو بن حريث القرشي المخزومي , روى عن عدي بن حاتم , وهو جده لأمه وأبيه عمرو بن حريث , روى له مسلم وأبو داود والترمذي في "الشمائل" والنسائي وابن ماجه , وعنه حجاج بن أرطأة والربيع والفضل ابنا سعد الجعفي ومساور الوراق (م) والمسيب بن شريك ومعن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود (م) ، ذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال الذهبي في "الكاشف" : ثقة .

فصل

فيمن صحح من الأئمة أحاديث رواة فيهم جهالة

من الأئمة الذي وقف لهم على تصحح لأحاديث بعض من فيهم جهالة :

1- أبو عيسى الترمذي ، فقد أخرج حديثا (823) من طريق محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه سمع سعد بن أبي وقاص ... وذكر الحديث في متعة الحج , ثم قال : هذا حديث صحيح .

ومحمد بن عبد الله : ذكره ابن حبان في "الثقات" , وجزم ابن عبد البر بأن الزهري تفرد بالرواية عنه , وقال : ولا يعرف إلا برواية الزهري . وسكت عنه الذهبي في "الكاشف" . وقال ابن حجر في "التقريب" : مقبول .

وصحح أبو عيسى أيضا حديث الهرة (92) وقد صححه معه جمع من الحفاظ , وهو من طريق حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة عن أبي قتادة .

وحميد وكبشة غير مشهورتين ، قال ابن منده : وحميدة وخالتها كبشة لا يعرف لهما رواية إلا في هذا الحديث , ومحلهما محل الجهالة ا.هـ من "نصب الراية" (1/137) ، وذكر الذهبي كبشة ضمن النساء المجهولات .

وصحح أبو عيسى أيضا : حديث (124) عمر بن بجدان عن أبي ذر في الصعيد , وعمرو فيه جهالة , قال العجلي – كما في "ترتيب الثقات" (1250) _ : ثقة . وذكره ابن جبان في "الثقات" , لكن قيل لأحمد : عمرو معروف ؟ قال : لا . وقال ابن المديني : لم يرو عنه غير أبي قلابة . وقال ابن القطان : لا يعرف ([8]) . وقال الذهبي في "الميزان" : وقد وثق عمرو مع جهالته . وفي "الكاشف" : وُثق . وقال ابن حجر في "التقريب" : لا يعرف حاله ([9]) .

وهناك أحاديث أخرى يطول المقام بذكرها , وليس هذا خاصا بالترمذي , بل:

2- ابن خزيمة أيضا صحح لبعض من فيهم جهالة , وهو أوسع من أبي عيسى في هذا , والأمثلة على ذلك كثيرة في صحيحه (ينظر مثلا : 315 ، 412 ، 415 ، 481-482) .

3- وابن جرير الطبري كذلك , فقد روى في "تهديب الآثار" في مسند علي (ص:118) من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن ذي خدّان عن علي ... ثم قال : وهذا خبر عندنا صحيح سنده , وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل ... إلى أن قال : والثالثة : أن سعيد بن ذي حدان عندهم مجهول , ولا تثبت بمجهول في الدين حجة ا.هـ .

قلت : قال ابن المديني عنه : وهو رجل مجهول , لا أعلم أحدا روى عنه إلا أبو إسحاق . وذكره ابن حبان في "الثقات" (4/282) على عادته , وقال : ربما أخطأ .



وصحح أيضا لحلاّم الغفاري , فقد روى في مسند علي من "تهذيب الآثار" (ص:158) من طريق شقيق بن سلمة عنه عن أبي ذر ... ثم قال : وهذا خبر عندنا صحيح سنده , وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل ...إلى أن قال : والثانية : أن حلاّما الغفاري عندهم مجهول غير معروف في نقلة الآثار, ولا يجوز الاحتجاج بمجهول في الدين ا.هـ .

قلت : وحلاّم هذا مجهول فيما يظهر , وقد ترجم ([10]) ابن أبي حاتم لحلام بن حزل وقال : يقال هو ابن أخي أبي ذر , روى عن أبي ذر , روى عنه أبو الطفيل , سمعت أبي يقول ذلك ا.هـ ، وذكره البخاري في "التاريخ" (3/129) وسماه : حلاّب بن حزل . وسكت عنه .

وصحح أيضا لهانئ مولى علي , وفيه جهالة , فقد روى في مسند علي من "تهذيب الآثار" (ص:170) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه عن علي ... ثم قال : وهذا خبر عندنا صحيح سنده , وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل .... إلى أن قال : والثالثة أن هانئا مولى علي غير معروف في أهل النقل , فلا يجوز الاحتجاج بنقله في الدين ا.هـ .

قلت : ترجم له البخاري في "تاريخه" (8/229) وابن أبي حاتم (9/100) وسكتا عنه , وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/509) على عادته , وترجم له ابن حجر في "التهذيب" ولم يذكر فيه توثيقا سوى ما جاء عن ابن حبان , ولذلك قال الذهبي في "الميزان" (4/291) : لا يعرف .

وصحح أيضا لمسور بن إبراهيم كما في مسند باقي العشرة (ص:102) , وقد قال عنه الذهبي في "الميزان" (4/113) : لا يعرف حاله , وحديثه منكر . وعندما ترجم له ابن حجر في "التهذيب" لم ينقل توثيقه عن أحد , ولم يذكره حتى ولا ابن حبان في "الثقات" فيما يظهر .

وصحح أيضا لنوفل بن إياس الهذلي كما في مسند باقي العشرة (ص: 120-121) , وهو ممن تجهل حاله , قال الذهبي في "الميزان" (4/280) : لا يعرف ا.هـ وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/479) كعادته في ذكر مثله .

وصحح أيضا لأبي الرداد ([11]) الليثي , كما في مسند باقي العشرة (121-123) وفيه جهالة تنظر ترجمته في "الميزان" و"اللسان" .

وممن صحح له أيضا : عبيد الله بن الوازع , كما في مسند باقي العشرة (ص:550) فقد روى من طريقه عن هشام بن عروة عن أبيه قال : قال الزبير .... ثم قال : وهذا خبر عندنا صحيح سنده , وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلتين ... إلى أن قال : الثانية : أنه من رواية عبيد الله بن الوازع .... وعبيد الله عندهم غير معروف في نقلة الآثار ا.هـ .

وعبيد الله هذا مجهول , لم يترجم له البخاري في "تاريخه" ولا ابن أبي حاتم , وعندما ترجم له في "تهذيب التهذيب" لم ينقل توثيقه عن أحد , ولم يذكر في الرواة عنه سوى حفيده عمرو بن عاصم , ولذلك قال في "التقريب" : مجهول . وذكره الذهبي في "الميزان" (3/17) وقال : ما علمت له راويا غير حفيده ا.هـ . ولم يذكر فيه توثيقا , وأما قوله عنه في "الكاشف" : ( صدوق ) فهذا فيه نظر لما تقدم , وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/403) وطريقته في مثله معروفة .

وممن صحح له أيضا : ابن أبي عمرة الأنصاري , فقد روى في باقي مسند العشرة (531) من طريق المسعودي عن ابن أبي عمرة عن أبيه ... وقد قال قبل ذلك (ص:526) : وقد وافق الزبير في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه , نذكر ما صح عندنا من ذلك سنده ا.هـ ثم ذكر أحاديث منها هذا الحديث .

وابن أبي عمرة هذا مجهول فيما يظهر , وقد اختلف على المسعودي في تسميته, فمرة سماه : أبو عمرة , ومرة : رجل من آل أبي عمرة , ومرة أخرى : ابن أبي عمرة كما تقدم , وهذا يؤكد جهالته , والله أعلم .

وتنظر ترجمته في "التهذيب" و"الميزان" (4/558) و"الكاشف" , وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" : مجهول من السادسة , وإلا فالصواب أنه الأنصاري والد عبد الرحمن ا.هـ .

قلت : الأنصاري والد عبد الرحمن صحابي , وقد مات في خلافة علي رضي الله عنه , فهو ليس هذا جزما .

تبين مما تقدم ما يلي :

1- أن أبا جعفر بن جرير صحّح لجمع من المجهولين , وتقدم أيضا ذكر الأدلة من أقوال الأئمة على جهالتهم .

2- أن بعض جهالة هؤلاء الرواة نص أبو جعفر على جهالتهم عند الآخرين , فعلى هذا لا يقال أنه خفي على أبي جعفر جهالة هؤلاء الرواة , وعند ما ذكر مخالفته لمذهب الآخرين في عدم جهالتهم لم يذكر ما يدل على توثيقهم .

3- أن أبا جعفر نص على تصحيح الأسانيد التي فيها هؤلاء الرواة لذاتها , فعلى هذا لا يقال إنه صحح هذه الأحاديث لشواهدها , خاصة أن بعض هذه الأسانيد منكرة , مثل تصحيحه لحديث سعيد بن ذي حدان , فإن الصواب وقفه على علي رضي الله عنه , وإن كان المتن جاء من حديث صحابة آخرين.

ومثل تصحيحه لحديث المسور بن إبراهيم , وحديثه منكر فرد , لم يتابع عليه, قال أبو حاتم الرازي في "العلل" لابنه (1/452) عنه : هذا حديث منكر , ومسور لم يلق عبد الرحمن , وهو مرسل أيضا ا.هـ .

وقال الذهبي في "الميزان" (4/113) : لا يعرف حاله , وحديثه منكر ا.هـ

4- أن أبا جعفر بن جرير وإن كان يشترط لصحة الخبر أن يكون رواته ثقات - كما في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" (ص:26 ، 342 ، 623 , وغيرها) _ ، وأحيانا يشترط العدالة _ كما في مسند عمر (ص:280) ومسند علي (272) ومسند ابن عباس (ص:770) وغير ذلك - , ولكنه يتوسع في حد الثقة كما تقدم في تصحيحاته , والله تعالى أعلم .

4_ وأيضا أبو عبد الله الحاكم ممن يصحح أحاديث المجاهيل : فإنه عدة مواضع من "المستدرك" يصحح الحديث ومع ذلك ينص على جهالة أحد رواته , ومن ذلك :

ما أخرجه في المستدرك (1/58) ([12]) من طريق محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عوف .... ثم قال : وهذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه لجهالة محمد بن عبد العزيز الزهري هذا .

وأخرج أيضا (1/491) من طريق أبي المليح الهذلي عن أبي صالح ... ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد , فإن أبا صالح الخوزي وأبا المليح الفارسي لم يذكر بالجرح إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث ا.هـ .

وأخرج أيضا (1/448) من طريق أبي صفوان عن ابن عباس ... ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد .. وأبو صفوان هذا سماه غيره – يعني الراوي عنه - مهران مولى لقريش , ولا يعرف بالجرح ا.هـ .

قلت : ولم يعرف أيضا بالعدالة والثقة , وقد قال أبو زرعة : لا أعرفه إلا في هذا الحديث ا.هـ وقال ابن حجر : مجهول .

ومن ذلك ما رواه (1/76) من طريق أبي سبرة بن سلمة الهذلي عن عبد الله بن عمرو , ثم قال : حديث صحيح اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته ، غير أبي سبرة الهذلي , وهو تابعي كبير ، مبين ذكره في المسانيد والتواريخ , غير مطعون فيه .

وأبو سبرة هو سالم بن سبرة , وهو مجهول , قال ابن عبد البر في "الاستغناء" (2/112) قيل : هو مجهول . وقال الذهبي في "الميزان" (4/527) : لا يعرف . وكذلك قال في "المغني" (2/786) وذكره البخاري في "التاريخ" (4/113) وسكت عليه .

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/182) : سالم بن سبرة أو سبرة الهذلي روى ... ([13]) روى عنه ... سمعت أبي يقول ذلك , ويقول : وهو مجهول ا.هـ

ثم قال بعد ذلك : سالم بن سلمة الهذلي , أبو سبرة , روى عن ... روى عنه ... ([14]) ثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك .

وأخرج أيضا (1/119) من طريق كثير بن أبي كثير ثني ربعي بن حراش ... ثم قال : هذا حديث صحيح , فإن كثير بن أبي كثير كوفي سكن البصرة , روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعيسى بن يونس , ولم يذكر بجرح .

وأخرج (1/487) حديثا من طريق أبي الأبرد موسى بن سليم .... ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد , ولم يخرجاه , إلا أن أبا الأبرد مجهول ا.هـ .

وهناك أحاديث توقف الحاكم في صحتها من أجل جهالة بعض رواتها , ومن ذلك:

(1/206) روى حديثا ولم يحكم عليه بالصحة , وذكر أنه لم يعرف أحد رواته بعدالة ولا بجرح .

و(3/62) روى حديثا وقال : لولا مكان محمد بن سليمان السعيدي من الجهالة لحكمت لهذا الإسناد بالصحة ا.هـ

و(3/60) روى حديثا آخر ولم يحكم عليه بالصحة , وحكم على أحد رواته بالجهالة .

ولهذا أمثلة أخرى .

فصل

فيمن وثق بعض الرواة مع ما فيهم من الجهالة

كما صحح جمع من الحفاظ لبعض الرواة الذين فيهم جهالة فإن هناك أيضا جمع من الحفاظ الذين وثقوا جمعا من الرواة مع ما فيهم من الجهالة ولعل السبب في ذلك هو وجود بعض القرائن التي احتفت بهم وبحديثهم فلذلك وثقوهم .

ومن هؤلاء الحفاظ :

1- يحي بن معين فقد وثق جمعا من الرواة هم ليسوا بالمشهورين ، قال عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في "التنكيل" (1/66) : فإن أئمة الحديث لا يقتصرون على الكلام فيمن طالت مجالستهم له وتمكنت معرفتهم به بل قد يتكلم أحدهم فيمن لقيه مرة واحدة وسمع منه مجلساً واحداً أو حديثا واحدا وفيمن عاصره ولم يلقه ولكنه بلغه شيء من حديثه وفيمن كان قبله بمدة قد تبلغ مئات السنين إذا بلغه شيء من حديثه ومنهم من يجاوز ذلك فابن حبان قد يذكر في الثقات من يجد البخاري سماه في تاريخه من القدماء وإن لم يعرف ما روى وعمن روى ومن روى عنه ولكن ابن حبان يشدد وربما تعنت فيمن وجد في روايته ما استنكره وإن كان الرجل معروفاً مكثرا والعجلي قريب منه في توثيق المجاهيل من القدماء وكذلك ابن سعد ، وابن معين والنسائي وآخرون غيرهما يوثقون من كان من التابعين أو أتباعهم إذا وجدوا رواية أحدهم مستقيمة ، بأن يكون له فيما يروي متابع أو شاهد وإن لم يرو عنه إلا واحد ولم يبلغهم عنه إلا حديث واحد فممن وثقه ابن معين من هذا الضرب : الأسقع بن الأسلع والحكم بن عبد الله البلوي ووهب بن جابر الخيوائي وآخرون وممن وثقه النسائي : رافع بن إسحاق وزهير بن الأقمر وسعد بن سمرة وآخرون ، وقد روى العوام بن حوشب عن الأسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد عن عبد الله بن عمرو بن العاص حديثا ولا يعرف الأسود وحنظلة إلا في تلك الرواية فوثقهما ابن معين ، وروى همام عن قتادة عن قدامه بن وبرة عن سمرة بن جندب حديثا ولا يعرف قدامة إلا في هذه الرواية فوثقه ابن معين مع أن الحديث غريب وله علل أخرى ( راجع سنن البيهقي 2ج ص 248 ) .

ومن الأئمة من لا يوثق من تقدمه حتى يطلع على عدة أحاديث له تكون مستقيمة وتكثر حتى يغلب على ظنه أن الاستقامة كانت ملكة لذلك الراوي وهذا كله يدل على أن جل اعتمادهم في التوثيق والجرح إنما هو على سبر حديث الراوي ، وقد صرح ابن حبان بأن المسلمين على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح نص على ذلك في الثقات وذكره ابن حجر في لسان الميزان ج1/ص 14 واستغربه ولو تدبر لوجد كثيرا من الإئمة يبنون عليه فإذا تتتبع أحدهم أحاديث الراوي فوجدها مستقيمة تدل على صدق وضبط ولم يبلغه ما يوجب طعنا في دينه وثقه وربما تجاوز بعضهم هذا كما سلف اهـ .

قلت : هذا الكلام الذي قاله المعلمي ظاهر لمن تتبع كلام هؤلاء الأئمة ، وهو كلام نفيس في هذه المسألة ، وقد سبقه إلى نحوه الذهبي كما تقدم ، وكل الذين ذكرهم المعلمي ذكرهم الذهبي في "الميزان" ونص على جهالتهم أو أشار إلى ذلك ، فقد تقدم كلامه عن أسقع ، وقال عن الحكم بن عبد الله : لا يعرف . وقال عن وهب بن جابر : لا يكاد يعرف . وقال عن أسود بن مسعود : لا يدرى من هو . وقال عن قدامة بن وبرة : لا يعرف .

وممن يقوي المجاهيل أحيانا _ أو من ليسوا بمشهورين - إذا احتفت بحديثهم القرائن :

2- أبو عبد الرحمن النسائي ، ومن الرواة الذين قواهم :

1- بشير بن سلام ، وقيل : ابن سلمان ، قال الذهبي في "الميزان" : لا يدرى من هو ، لكن قال النسائي : ليس به بأس . قلت : لا يعرف إلا في هذا الخبر اهـ .

وحديثه هو ما أخرجه النسائي (1/261) من طريق خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت ثني الحسين بن بشير بن سلام عن أبيه قال : دخلت أنا ومحمد بن علي على جابر ، فقلنا له : أخبرنا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى الظهر حين زالت الشمس ...

قلت : هذا الراوي فيه جهالة ، لأنه لا يعرف إلا في حديث واحد ولم يرو عنه - فيما يظهر - إلا ابنه الحسين ، فمثله فيه جهالة ، ولكن لأن هذا الحديث جاء نحوه من طرق أخرى عن جابر ، فلذلك فيما يظهر - والله أعلم - قواه النسائي لهذه القرائن ، ومثله أبو داود - فيما يظهر - فقد قال أيضا : لا بأس به . وذكره ابن حبان في "الثقات" ، ولهذا قال ابن حجر في "التقريب" : صدوق .

2- ومنهم : عفيف بن عمرو السهمي ، خرّج له أبو داود - من بين أصحاب الكتب الستة - حديثا واحد (578) من طريق عبد الله بن وهب أنا عمرو بن الحارث عن بكير أنه سمع عفيف بن عمرو بن المسيب يقول : حدثني رجل من بني أسد ابن خزيمة ، أنه سأل أبا أيوب الأنصاري قال : أصلي في منزلي الصلاة ثم آتي المسجد ، فتقام الصلاة ، فأصلي معهم ، فأجد في نفسي من ذلك شيئا . قال أبو أيوب : سألنا عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ذلك له سهم جمع " .

وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/133) عن عفيف السهمي به موقوفاً .

وقد اختلف في اسم عفيف ، فقيل : يعقوب بن عفيف بن المسيب قاله عبد الله بن صالح عن الليث عن يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن بكير عن يعقوب بن عفيف بن المسيب أنه سأل أبا أيوب فذكره كما في "أطراف المزي" (3/108) .

ورواه أبو بكر بن المقرئ – كما في "تهذيب الكمال" (5/192) وقد رواه المزي من طريقه – : ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة بن يحيى ثنا عبد الله بن وهب أنا عمرو بن الحارث عن بكير أنه سمع عفيف بن عمر بن المسيب به .

وقال أبو داود - كما في "الأطراف" (3/18) - : قال مالك : عفيف بن عمر , وهو عفيف بن عمرو .

فمثل هذا الراوي فيه جهالة وذلك لأمور :

1. لم يذكر له إلا هذا الحديث الواحد ، وقد اختلف فيه : في رفعه ووقفه وفي إسناده .

2. أنه أختلف في اسم عفيف كما تقدم .

3. أن البخاري ذكره في "تاريخه" (7/75) وقال : عن رجل من بني أسد أنه سأل أبا أيوب عمن صلى ثم أدرك الصلاة ، قال : له سهم جمع . قاله ابن أبي أويس عن مالك اهـ وسكت عنه .

وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/29) وقال : روى عن رجل من بني أسد , أنه سأل أبا أيوب الأنصاري , روى عنه بكير بن الأشج ومالك بن أنس . سمعت أبي يقول ذلك ا.هـ وسكت عنه أيضا .

وذكره ابن شاهين في كتابه "الثقات" (ص:180) فقال : عفيف بن عمرو , شيخ , روى عنه مالك , وقال أحمد : عفيف شيخ قديم ا.هـ .

وأحمد هو : ابن حنبل ، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل – كما في كتاب "العلل ومعرفة الرجال" (4829) - : سألت أبي عن شيخ روى عنه مالك : عفيف بن عمرو , قال أبي : شيخ قديم عفيف ا.هـ .

فأحمد لم يوثقه , بل قال : شيخ قديم . وسكت عنه البخاري وأبو حاتم وابنه, وقال الذهبي في "الميزان" (3/84) : لا يدرى من هو ([15]) ؟

ولكن وثَّقه النسائي في كتاب "التمييز" – كما في "شيوخ مالك" لابن خلفون (ص:196) , وذكره ابن حبان في كتابه "الثقات" (7/301) .

وتوثيق النسائي له – فيما يبدو – لرواية الإمام مالك عنه في "الموطأ" , ومن المعلوم أن مالكا في الغالب لا يروي إلا عن ثقة , والخبر الذي رواه عنه هو (1/96) عنه عن عطاء بن يسار أنه قال : سألت عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب الأحبار عن الذي يشك في صلاته , فلا يدري كم صلّى أثلاثا أم أربعا ؟ فكلاهما قال : ليصلي ركعة أخرى , ثم يسجد سجدتين وهو جالس .

ولذلك ذكره ابن خلفون في "شيوخ مالك" (ص:196) وقال : روى عن عطاء بن يسار الهلالي وغيره , روى عنه بكير بن الأشج , أخرج له أبو داود , وقال النسوي في "التمييز" : عفيف بن عمرو ثقة , روى عنه بكير ومالك ا.هـ .

ومن القرائن التي تقويه أيضا : رواية بكير عنه , قال أحمد بن صالح المصري : إذا رأيت بكير بن عبد الله روى عن رجل فلا تسأل عنه , فهو الثقة الذي لا شك فيه ا.هـ من "التهذيب" لابن حجر ، ونحو الجملة الأولى في "الثقات" لابن شاهين أيضا (129) .

ومنهم أيضا :

3- جابر بن يزيد بن الأسود السوائي , ويقال : الخزاعي , تفرد بالرواية عن أبيه , وتفرد بالرواية عنه يعلى بن عطاء , قال ابن المديني : لم يروي عنه غيره ا.هـ ومثله قال مسلم في "المنفردات والوحدان" (639) ([16]) .

وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/210) وقال : سمع أباه , سمع منه يعلى بن عطاء ا.هـ

وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ونقل عن أبيه نحو ما تقدم عن البخاري .

له حديث رواه عن أبيه في إعادة الصلاة مع الجماعة لمن صلى وحده , ثم أدرك الجماعة .

والذي يظهر أنه ليس له إلا هذا الحديث , فقد راجعت "الأطراف" للمزي ، و"أطراف المسند"و"إتحاف المهرة" لابن حجر , و"المعجم الكبير" للطبراني , فلم يذكروا له إلا هذا الحديث الواحد .

وأما ما وقع في "تحفة الأشراف" من ذكر حديث آخر ليزيد بن الأسود رواه عنه ابنه جابر , فهو جزء من الحديث السابق , وكذلك ما ذكره الطبراني في "الكبير" من ألفاظ هي جزء من الحديث السابق سوى حديث برقم (22/620) هو غير الحديث السابق , ولكن الإسناد إليه لا يصح , فيه من اتهم بالكذب .

ولذلك لم يذكر له المزي في "تهذيب الكمال" إلا هذا الحديث , وجعله حديثا واحدا .

وقد صحح هذا الحديث الترمذي في "جامعه" (219) وابن خزيمة (2279) وابن حبان (1464 , 1465 , 2395) ونقل ابن حجر في "التلخيص" تصحيحه عن ابن السكن .

قلت : وقد تفرد النسائي – فيما يظهر – بتوثيق جابر بن يزيد , إلا ما جاء عن ابن حبان من ذكر لجابر في كتابه "الثقات" .

ولذلك قال الشافعي في القديم عن هذا الحديث : إسناده مجهول ا.هـ

قال البيهقي : لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه , ولا لابنه جابر راو غير يعلى ا.هـ من "التلخيص" .

والذي يظهر لي أن جابرا فيه جهالة , لقلة حديثه - فلم أقف له إلا على حديث واحد - ، ولتفرد يعلى بالرواية عنه .

وأما تصحيح حديثه من قبل جمع من الحفاظ فلاستقامة حديثه - فيما يظهر-, فقد جاء معناه في أحاديث أخرى , وأيضا لكونه من التابعين , قال الحافظ الذهبي في خاتمة كتابه "ديوان الضعفاء والمتروكون وخلق من المجهولين وثقات فيهم لين (ص:478) : وأما المجهولون من الرواة , فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن , إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ , وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره , ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك ا.هـ والله أعلم .

ومنهم :

4- ( خشف بن مالك الطائي الكوفي , روى عن أبيه وعمر وابن مسعود , وعنه زيد بن جبير الجشمي , قال النسائي : ثقة . وذكره ابن حبان في "الثقات" .

قلت : وقال الدارقطني في "السنن" : مجهول . وتبعه البغوي في "المصابيح" , وقال الأزدي : ليس بذاك ) ا.هـ من "التهذيب" لابن حجر .

قلت : ترجم له البخاري في "تاريخه الكبير" (3/226) ولم يذكر عنه راويا سوى زيد بن جبير , وسكت عنه , ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/401) فيما نقله عن أبيه , وقال الذهبي في "الكاشف" : وثق . وقال أبو الفضل بن حجر : وثقه النسائي .

فمثله فيه جهالة , والله تعالى أعلم .

5- زفر بن صعصعة بن مالك , روى عن أبيه عن أبي هريرة حديث : " هل رأى أحد منكم رؤيا ..." وقيل : عن أبي هريرة بإسقاط أبيه , وروى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة .

ترجم له البخاري في "تاريخه" (3/430) وذكر له الحديث الذي تقدم ذكره , وسكت عنه , ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/608) , وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/338) , وقال الذهبي وابن حجر : ثقة .

وحديثه أخرجه أبو داود (5017) والنسائي في "الكبرى" (7621) وأحمد (2/325) من طرق عن مالك – وهو في "الموطأ" (2/956) – عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن صعصعة عن أبيه عن أبي هريرة به , ولفظه : " كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول : هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا , ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة " .

وقع عند النسائي : زفر بن صعصعة عن أبي هريرة , بإسقاط أبيه .

قال أبو القاسم ([17]) – كما في "الأطراف" للمزي (9/452) - : كذا قال , وكذا أخرجه في مسند حديث مالك بن أنس عن علي بن شعيب .... والمحفوظ عن مالك عن إسحاق عن زفر بن صعصعة عن أبيه عن أبي هريرة ا.هـ .

وقال المزي في "تهذيب الكمال" : وهو المحفوظ .

وقال أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" (1/313) : وهكذا قال يحيى عن أبيه, وتابعه أكثر الرواة , وهو الصواب , ومنهم من يقول فيه : عن زفر بن صعصعة عن أبي هريرة , لا يقول : عن أبيه ا.هـ .

والذي يظهر لي أن زفر بن صعصعة فيه جهالة ، وذلك لأمور :

1. تفرد النسائي بتوثيقه , خلا ما جاء عن ابن حبان .

2. سكوت البخاري وابن أبي حاتم عنه .

3. لم يُذكر له راويا سوى إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة , ولم يذكر أنه روى عن واحد سوى أبيه , ولعله ليس له إلا حديث الرؤيا .

قال أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" (1/313) : لا نعلم لزفر بن صعصعة ولا لأبيه غير هذا الحديث ا.هـ .

فمثله فيه جهالة , ولعل توثيق النسائي له لاستقامة حديثه , لأن هذا الحديث محفوظ - فقد جاء من طرق أخرى - , ولجلالة الراوي عنه - وهو إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة - ، ولرواية مالك هذا الخبر في "الموطأ" .

قال سفيان بن عيينة عن مالك : كان لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا , ولا يحدث إلا عن ثقات الناس ا.هـ من "التمهيد" (1/74) .

وقال أبو عبد الله الحاكم في "المستدرك" (1/160) – بعد أن ذكر حديث أبي قتادة في الهرة - : وهذا الحديث مما صححه مالك , واحتج به في "الموطأ" ا.هـ .

وهذا الحديث إنما خرجه مالك في "الموطأ" فقط , ولكن الحاكم عدّ مثل هذا تصحيح من مالك .

قلت : ومثل زفر :

6- صعصعة والده ([18]) , فقد وثقه النسائي أيضا , وعندما ذكره ابن حبان في الثقات قال : ما أظنه لقي أبا هريرة . كما في "التهذيب" , وأما في النسخة المطبوعة من "الثقات" (4/383) فليس فيها : ما أظنه لقي أبا هريرة . وسكت عنه البخاري (4/319) وابن أبي حاتم (4/446) , ووثقه الحافظان الذهبي وابن حجر , ويوجه ذلك بما تقدم في ترجمة ابنه , والله أعلم .

7- عمران بن نافع , روى عن حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك , روى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج , قال النسائي : ثقة . وذكره ابن حبان في "الثقات" .

روى له النسائي حديثا واحدا , رواه من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير أن عمران بن نافع حدّثه عن حفص بن عبيد الله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة " . قالت امرأة : أو اثنان ؟ قال : " أو اثنان " . قالت المرأة بعد ذلك : يا ليتني قلت : أو واحد !

قال الذهبي في "الميزان" : لا يعرف ... لكن وثقه النسائي ا.هـ .

قلت : هذا الراوي فيه جهالة , وذلك لأنه : لم يذكر له إلا الحديث الذي تقدم ذكره , ولم يذكر أنه روى عن أحد سوى حفص بن عبيد الله , ولا روى عنه غير بكير – فيما وقفت عليه - , وقد ذكره البخاري في "تاريخه" (6/421) وابن أبي حاتم (6/306) وسكتا عليه , وقال ابن حجر : مقبول .

فمثله فيه جهالة , ولكن لعل تقوية النسائي له من أجل رواية بكير بن الأشج عنه ، وتقدم كلام أحمد بن صالح في أن شيوخ بكير ثقات , وأيضا الخبر الذي رواه قد جاء من طرق أخرى صحيحة , والله أعلم .

8- عمرو بن سليم المزني البصري , روى عن رافع بن عمرو حديث : " العجوة من الجنة " رواه ابن ماجه (3456) .

روى عنه المشمعل بن إياس المزني , وقال النسائي : ثقة . قال الذهبي في "الميزان" : تابعي , تفرد عنه المشمعل , لكن قال النسائي : ثقة ا.هـ وقال في "الكاشف" : وثق ا.هـ وهذه العبارة يطلقها الذهبي فيمن لم يوثق توثيقا معتبرا , وقد ذكره البخاري في "تاريخه" (6/333) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/236) وسكتا عليه , ولم يذكرا أنه روى عن أحد سوى رافع بن عمرو .

فمثله ليس بالمشهور , وفيه جهالة , وأما النسائي فيظهر – والله أعلم – أنه قوّاه من أجل وجود قرائن تفيد ذلك , والله تعالى أعلم .

وأما توثيق ابن حجر له في "التقريب" فيبدو أنه لتوثيق النسائي له , ولما تقدم , والله أعلم .

9- عمرو بن وهب الثقفي , روى عن المغيرة بن شعبة , وعنه محمد بن سيرين , روى له البخاري في "القراءة" والنسائي حديثا واحدا . قاله المزي , وثقه النسائي والعجلي وابن سعد , وقال : كان قليل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات" , ووثقه ابن حجر في "التقريب" .

وقال الذهبي في " الميزان" : تفرد عنه ابن سيرين إلا أن النسائي وثقه ا.هـ . وقال في "الكاشف" : وثق ا.هـ وذكره البخاري في "تاريخه" (6/377) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/266) وسكتا عليه .

فهذا الراوي فيه جهالة , وذلك لقلة حديثه , ولعله ليس له إلا هذا الحديث الواحد .

ولكن توثيق الأئمة له قد يكون من أجل رواية ابن سيرين عنه , وهو إمام ومعروف عنه تثبته في الرواية , وانتقاده لمن يتساهل في ذلك , وأنه في الغالب لا يروي إلا عن ثقة .

وأيضا الخبر الذي رواه عمرو بن وهب هذا قد جاء من طرق أخرى عن المغيرة مع أن روايته فيها بعض الزيادات , والله أعلم .

10- محمد بن عبد الله بن أبي سليم , روى عن أنس بن مالك قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر ركعتين , ومع عثمان ركعتين صدرا من إمارته .

أخرجه النسائي (3/120) من طريق الليث عن بكير عن محمد بن عبد الله بن أبي سليمان ([19]) .

قال عنه النسائي : ثقة . وذكره ابن حبان في "الثقات" , وقال ابن حجر في "التقريب" : صدوق . وقال الذهبي في "الميزان" : لا يعرف ا.هـ , وفي "الكاشف" : وثق ا.هـ .

فهذا الرجل فيه جهالة فيما يظهر , لأنه لم يذكر له إلا هذا الحديث الواحد عند ترجمته , ولم يذكروا عنه راويا سوى بكير بن عبد الله الأشج , ولعل توثيق النسائي له من أجل صحة الخبر الذي رواه , لأنه قد جاء في أحاديث أخرى .

ولعله أيضا من أجل رواية بكير عنه , وقد وصف بأنه لا يروي إلا عن ثقة كما تقدم , والله تعالى أعلم .

11- سعيد بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري , روى عن أبيه عن جده حديثا فيه قصة , وعنه داود الوراق .

ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/352) وقال : روى عنه داود الوراق من حديث سفيان بن حسين عنه ا.هـ .

ولم أقف على ترجمة له في "التاريخ الكبير" للبخاري , ولا في "الجرح والتعديل" , وقال ابن حجر : وقال النسائي في "الجرح والتعديل" : ثقة ا.هـ .

قلت : هذا الراوي يظهر أن فيه جهالة , لأنه لم يذكر أنه روى عن أحد سوى أبيه , ولا روى عنه أحد سوى داود الوراق ([20]) , ولعله لم يرو سوى هذا الحديث الواحد , وقد ذكره الذهبي في "الميزان" وقال : لا يعرف إلا رواية داود الوراق عنه , وثقه ابن حبان ا.هـ وسكت عنه في "الكاشف" , وقال ابن حجر في "التقريب" : صدوق .

ومن الأئمة الذين قد يوثقون من فيه جهالة في بعض الأحيان :

3- أبو زرعة الرازي , ومن أمثلة ذلك :

1- قزعة المكي , الذي روى عن عكرمة عن ابن عباس قال : صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة خلفنا تصلي معنا , وأنا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم أصلي معه .

أخرجه النسائي من طريق زياد – وهو ابن سعد – عن قزعة به .

قال الذهبي في "الميزان" : لا يدرى من هو ؟ عن عكرمة , وعنه زياد بن سعد, ولكن وثقه أبو زرعة ا.هـ وقال ابن حجر في "التقريب" : مقبول ا.هـ .

وذكره البخاري في "تاريخه" (7/192) وسكت عليه , وذكره ابن أبي حاتم (7/139) ونقل عن أبي زرعة توثيقه , وأما أبو حاتم فسكت عنه , وذكره ابن حبان في "الثقات" (7/347) .

وكلهم لم يذكروا له شيخا سوى عكرمة , ولا ذكروا راويا عنه سوى زياد .

ومثله يكون فيه جهالة خاصة أنه لم يذكر له سوى هذا الحديث الواحد .

لكن لعل توثيق أبي زرعة له لأن معنى الخبر الذي رواه ثابت في نصوص أخرى, والله تعالى أعلم .

2- هياج بن عمران البرجمي البصري , روى له أبو داود من بين أصحاب "الكتب الستة" حديثا واحدا (2667) من طريق معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة عن الحسن عن الهياج بن عمران أن عمران أبق له غلام , فجعل لله عليه لئن قدر عليه ليقطعن يده , فأرسلني لأسأل له , فأتيت سمرة , فسألته , فقال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن المثلة .

وأخرجه ابن حبان في "ثقاته" (5/512) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن قتادة به .

وقد اختلف فيه على الحسن , فرواه منصور عنه عن عمران , أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3/182) , ورواه من طريق حميد عن الحسن عن سمرة , ومن طريق يزيد بن إبراهيم ثنا الحسن قال : قال سمرة .

وأخرجه أحمد (5/12) من طريق حميد ويزيد بن إبراهيم .

وهياج هذا ذكره البخاري في "تاريخه" (8/242) وسكت عنه , ومثله ابن أبي حاتم (9/112) , وقال علي بن المديني : مجهول . وأما ابن سعد فذكره في "طبقاته" (7/149) .

3- عوسجة المكي , مولى ابن عباس .

روى أحمد وأبو داود والنسائي في "الكبرى" وغيرهم من طريق عمرو بن دينار عن عوسجة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا مات ولم يدع وارثا إلا غلاما له كان أعتقه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل له أحد ؟ " . قالوا : لا , إلا غلاما كان له أعتقه . فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثه للغلام .

وله حديث آخر , قال ابن عدي في "الكامل" (5/2020) : ثنا أبو عروبة ثنا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا سفيان عن عمرو عن عوسجة عن ابن عباس قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ما يمنع حبش بني المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردهم . قال : " لا خير في الحبش إن جاعوا سرقوا وإن شبعوا زنوا , وإن فيهم لخلتين حسنتين : إطعام الطعام , وبأس عند البأس " .

ثنا أبو عروبة ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو عن عوسجة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه مرسلا .

وعند ابن عيينة عن عمرو عن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جهالة الراوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع خاص بالتربية والتعليم - المغرب :: أَقْسَامُ الْمُنْتَدَى :: الْحَدِيثُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ-
انتقل الى: