هو الموت ما منه ملاذ ومهرب *** متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عين اليقين حقيقة *** عليه مضى طفل وكهل وأشيب
ولكن علا الران القلوب كأننا *** بما قد علمناه يقينا نكذب
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها *** وعل الردى مما نرجيه أقرب
ونبني القصور المشمخرات في الهوا *** وفي علمنا أنا نموت وتخرب
ونسعى لجمع المال حلا ومأثما *** وبالرغم يحويه البعيد وأقرب
إلى الله نشكو قسوة في قلوبنا *** وفي كل يوم واعظ الموت يندب
ولله كم غاد حبيب ورائح *** نشيعه للقبر والدمع يسكب
نهيل عليه الترب حتى كأنه *** عدو وفي الأحشاء نار تلهب
فلو كان يفدى بالنفوس وما غلا *** لطبنا نفوسا بالذي كان يطلب
ولكن إذا تم المدى نفذ القضا *** وما لامرئ عما قضى الله مهرب
وما الحال إلا مثل ما قال من مضى *** وبالجملة الأمثال للناس تضرب
لكل اجتماع من خليلين فرقة *** ولو بينهم قد طاب عيش ومشرب
ومن بعد ذا حشر ونشر وموقف *** ويوم به يكسى المذلة مذنب
وكم ظالم يندى من العض كفه *** مقالته يا ويلتا أين أذهب
وكم قائل واحسرتا ليت أننا *** نرد إلى الدنيا ننيب ونرهب
فما نحن في دار المنى غير أننا *** شغفنا بدنيا تضمحل وتذهب
فحثوا مطايا الإرتحال وشمروا *** إلى الله والدار التي ليس تخرب
فما أقرب الآتي وأبعد ما مضى *** وهذا غراب البين في الدار ينعب
وصل إلهي ما همى الورق أو شدا *** على الأيك سجاع الحمام المطرب
على سيد السادات والآل كلهم *** وأصحابه ما لاح في الأفق كوكب