لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أو خطر ببالي أن يكون الشيطان محباً لرجل مؤمن فما بالك إذا كان مؤمناً ومن آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فما جاءنا من الآيات القرآنية جميعها تدعو الإنسان إلى التزام أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه وتحذر من الشيطان وغوايته وعدم إتباع خطواته واجتناب طرقه ، يقول عز وجل : (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً )) الكهف 50 .
وأكد الله عز وجل أن الله ولي للذين امنوا وأن الذين كفروا أولياء للشيطان ، فقال عز وجل : " (( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )) البقرة 257 ، وبين الله عز وجل أن الناس حزبين لا ثالث لهما فإما أن يكونوا من حزب الله تعالى ويتبعون ما أمر به ويجتنبون ما نهى عنه (( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) المجادلة22 .. وإما أن يكونوا من الحزب الآخر حزب الشيطان الذي اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون فقال عز وجل : (( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )) المجادلة .
بينما المتتبع للروايات والأساطير التي نقلها رواة الرافضة المدلسين من أصحاب الأهواء والمذاهب الفاسدة أبناء سبأ اليهودي الذين قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل وزعموا كذباً أنها من أقوال آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يجد فيها العجيب والغريب والمتناقض ، ومن هذه الروايات :
روى الصدوق عن علي أنه قال :« عدوت خلف ذلك اللعين (يعني إبليس) حتى لحقته وصرعته إلى الأرض وجلست على صدره !! ووضعت يدي على حلقه لأخنقه! فقال لا تفعل يا أبا الحسن فإني من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، والله يا علي أني لأحبك جداً وما أبغضك أحد إلاّ شاركت أباه في أمه فصار ولد زنا فضحكت وخلّيت سبيله » ( عيون أخبار الرضا1/77 بحار الأنوار27/149 و39/174 و60/245 الأنوار النعمانية2/168 للجزائري )
وما أثارني حقيقة أن يبلغ الاستخفاف بهؤلاء الرافضة مبلغه فيسخرون من آيات الله ويستهزئون بها ويستخفون بالإمام علي – رضي الله عنه – ويفترون على لسانه الكذب والأحاديث الملفقة ثم يزعمون بعد كل هذا أنهم أتباع له .
فنرى كيف استخدم هؤلاء الحاقدون على الإسلام ، أخس الأساليب وأسوءها فجعلوا من أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه – المؤمن التقي النقي من الذين يحبهم الشيطان كما جعلوا منه جباناً من قبل عندما زعموا أن أبا بكر وعمر اغتصبوا منه الخلافة فسكت عن هذا جبناً ، ونقلوا لنا أن علياً المؤمن – والعياذ بالله – قد أصبح من حزب الشيطان فأحبه الشيطان .. أو أن الشيطان قد أسلم وصار من حزب علي وأحبه !؟ ويبدوا أنه من خصائص الأئمة المعصومون أن الآيات القرآنية تفقد معناها فيهم ويصبح الشيطان محباً للإمام المعصوم ، وتكذب الآيات القرآنية !!
نعم يتجرأ هؤلاء الكذبة على اتخاذهم آيات الله هزواً ولعباً ، واستهزائهم بآل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهذا ليس مهماً بالنسبة لهم المهم أن يحاولوا القضاء على أركان الإسلام العظيم بأي شكل كان ويعلنوا كرههم للمسلمين ويبينوا بغضهم لصحابة رسول الله الذين قضوا على دولة فارس إلى ابد الآبدين ، فماذا تتوقع من رواة أصحاب مذاهب فاسدة أن ينقلوا لنا غير هذا !؟ حتى وإن هدمت هذه الرواية ، آيات القران وردتها وحتى إن جعلت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – من الذين لا يؤمنون وجعلت الشيطان له ولياً ، المهم أن يبينوا حقدهم ويظهروا عداوتهم لرسول الله ويردوا الآيات التي نزل بها الروح الأمين على رسول الله ، ويبينوا أن صحابة رسول الله الذي زعموا أنهم قد هضموا علياً حقه ، ومن تبعهم وسار على ما ساروا عليه هم أولاد زني .